محاكمة جريمة الإبادة الجماعية في فلسطين والبوسنة

في محاولة لتسليط الضوء على التعقيدات القانونية المتعلقة بمقاضاة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية، استضاف "التحالف القانوني الدولي من أجل فلسطين" مؤخرًا ندوة إلكترونية معمة وهامة. جمعت الجلسة بين باحثين قانونيين ونشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان لاستكشاف التحديات التي تعيق تحقيق العدالة في قضايا الجرائم الجماعية، مع تركيز خاص على تجارب فلسطين والبوسنة.

افتتحت الندوة بمقدمة موجزة، مهدت الطريق لتحليل معمّق للآليات القانونية الدولية وتطبيقها العملي في الواقع.

وقدّمت السيدة غورانا مليناريفيتش تحليلًا قويًا حول الإبادة الجماعية في البوسنة، مستندة إلى الأحكام الأساسية التي أصدرتها "المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة". وسلطت الضوء على النجاحات والقيود التي واجهتها الجهود الدولية في محاكمة الجرائم، بما في ذلك الإدانات التاريخية لمسؤولين رفيعي المستوى.

تبعها عرض قدمته الدكتورة كيران غروال حول النضالات القانونية المستمرة المرتبطة بفلسطين. تناولت فيه دور المحكمة الجنائية الدولية (ICC) في معالجة مزاعم الإبادة الجماعية، مشيرة إلى العقبات الكبيرة مثل النزاعات حول الاختصاص القضائي وصعوبة جمع الأدلة المقبولة في مناطق النزاع، مع التأكيد على وجود حلول عملية ممكنة.

بعد ذلك، شاركت كل من الدكتورة غروال والدكتورة مليناريفيتش في نقاش مشترك حول الآليات الأوسع لمقاضاة جريمة الإبادة الجماعية. شرحوا فيه مبادئ أساسية مثل الاختصاص القضائي الدولي، وكيف يسعى القانون الدولي إلى محاسبة المجرمين حتى في حال فشل الأنظمة القانونية الوطنية.

ثم قدّم السيد ضياء بركات منصة "الإبادة الجماعية في غزة" (GIG)، موضحًا رسالتها في دعم المناصرة القانونية وتوثيق الانتهاكات القانونية.

واختتمت الجلسة بحوار جماعي تأملي وجلسة أسئلة وأجوبة تفاعلية، حيث طرح المشاركون أسئلة مهمة تتعلق بآليات التنفيذ، وتأثير السياسة، وتمكين الأفراد قانونيًا.